يعد الفنان هشام سليم شخصية لها كاريزما خاصة، وموهبة غير عادية تمتع بها الفنان، الذي دخل إلى عالم الفن «صدفة»،
بسبب الصداقة التي تربط عائلته بأسرة الفنانة فاتن حمامة، ومنذ ظهوره السينمائي الأول عشقه الجمهور،
فتنوعت أدواره وأثبت براعته بين السينما والتلفزيون والمسرح الاستعراضي، فقدّم
على مدار 40 عاما أكثر من 100 عمل، بينها أعمال تعتبر من كلاسكيات الدراما المصرية.
هشام سليم ويداية مشوراه الفني
كان فيلم «إمبراطورية ميم» فاتحة خير للنجم هشام سليم، الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده،
وبعده شارك المخرج يوسف شاهين «عودة الابن الضال»، الذي مهد له الطريق وساعده على تطوير موهبته
والوقوف أمام العظماء محمود المليجي وشكري سرحان وهدى سلطان وغيرهم،
وانقطع عن العمل الفني سنوات لانشغاله بدراسته الجامعية في لندن، ثم عاد في الـ25 من عمره
بمشاركته في فيلم «تزوير في أوراق رسمية» للمخرج يحيى العلمي عام 1984،
وتوالت بعد ذلك الأعمال التي قدّمها على مدار مشواره الفني على مدار نصف قرن.
الجانب الإنساني أكثر ما يميز الفنان هشام سليم
كان الجانب الإنساني، أكثر ما يميز الفنان هشام سليم، وهو الأكثر عمقا في حياته،
فقد عرفه الوسط الفني بـ«صاحب أخلاق النبلاء» و«الأب المحب» في علاقته بأبنائه، فرغم الصعوبات التي واجهوها معا
كان يحرص دائما على دعمهم والوقوف بجانبهم، وكانت العائلة هي الدرع الذي ارتداه «سليم»
في مواجهة صعوبات الحياة التي تمسك بها حتى النهاية.
إصابة الفنان هشام سليم بمرض السرطان، كان الابتلاء الأصعب في حياته، فقد اكتشفه في وقت متأخرًا
وانتشر المرض في أنحاء جسده بالكامل، ليدخل في دوامة العلاج الكيماوي التي أثرت على صحته بشكل كبير،
إلا أن الرضا كان يملأ حياته، وكانت آخر كلماته: «أنا راضي.. كل اللي يجيبه ربنا كويس»،
وتعامل معه بنفس نهج والده «المايسترو صالح سليم»، الذي غيّبه الموت هو الآخر بالمرض ذاته في العام 1998.
الأيام الأخيرة في حياة الفنان هشام سليم
وقضى الفنان هشام سليم، أيامه الأخيرة خارج القاهرة لتدهور حالته الصحية،
واكتفى الأطباء بإعطائه مسكنات قوية لتخفيف الآلام التي كانت تنتابه من حين لآخر، وكشف مصدر مقرب من الفنان في تصريحات سابقة أن «هشام» فضل قضاء أيامه الأخيرة بمدينة الغردقة،
لعشقه الشديد لها بسبب هدوئها ومناظرها الخلابة، وكان منعزلاً عن العالم متقبلاً
لوضعه الصحي يقضي أوقاته ما بين قراءة القرآن الكريم والجلوس مع ابنه.