لا شك ان دول الخليج العربي باتت الأن قوى اقتصادية شابة تتمتع بعنفوان التقدم الاقتصادي والازدهار الحضاري .
فالخليج العربي ( الإمارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان ) يسيران سويا نحو اعتبارهما قوى اقتصادية يردون أن يحسب لها ألف حساب وأن تتحول من مجرد منجم دولاري للعم سام إلى مستثمر صاحب نقود اقتصادي وسياسي
وتعود تلك الإنطلاقة إلى بداية الألفية الحالية فقد سارت الدول العربية جنبا إلى جنب في تنمية الأستثمار الغير مباشر أولا وهي الأسواق المالية.
فقد قاموا بتحرير اسواقهم المالية من العبث المضاربي والفوضي التضخمية إلى سوق عالمية منظمة فنشهد في الإمارات سوق للعملات وسوق للمعادن وسوق منظمة تحكمها هيئة سوق مالية رشيدة متطورة دائما.
فالامارات بعد أن كان هدفها البحث عن كونها مركز مالي عالمي محط أنظار العالم بأسره مدت ببصرها نحو الفضاء لتغزوه وابدعت في إداراتها الحكومية للتواصل مع المواطنين مدرك أن هدفها الحقيقي جعل المواطن سعيدا.
فمن في العالم كله لن يرغب في أن يذهب إلى دولة شعبها سعيد على الأقل يريد أن يبدو مثلهم وفي هذا الإطار تسعى الإمارات بعد أن باتت المزار العالمي الأول للمال والاعمال والترفية والسنيما العالمية إلى كونها قوى اقتصادية مؤثرة لا مجرد أمراء على بعض الامرات يمتلكون المال فحسب.
فاستهدفت تكوين اقتصاد غير بترولي اقترب من المثل للمواد البترولية بدعم كبير من اقتصاد الثورة الصناعية الرابعة المتقدمة.
ومن ثم يمكنها جنبا إلى جنب مع طرق ابواب الفضاء ان تتدخل سياسيا فتجدها تخوض حربا هنا وتدعم مصالحها هناك فهي تنتشر جيدا في الخليج والصراع الدائر في اليمين وتنطلق في القرن الافريقي في اثيوبيا ومصر وغيرهم باحثة عن دور سياسي يحفظ لها الاداء الاقتصادي الرفيع تبحث عن صناعة تاريخ فالمصلحة أولا تحكمها بمبادئ حكيمة للشيخ زايد رحمه الله طورها ابناءه.
بينما تجد على جانب أخر دولة أرادت أن تكون أكثر دولة يتردد أسمها في العالم بأسره كل دقيقة فسعت قطر على صغر حجمها وكبر أهداف قيادتها إلى السياسة والرياضة فدعمت ما يسمعى بالربيع العربي ووجدت لها ظهيرا طيلة المقاطعة العربية المصرية.
بينما اخترقت جوانب الرياضة فتبنت الرعاية لنادي برشلونة في أوجه عزه وتألقه مع ميسي ورفاقه وقاموا بتجربه جيدة في باريس وركزوا على الطيران المدني واستهدفوا بناء تجربة لكأس العالم لكرة القدم والبطولة الأسيوية وكأس العالم للقارات اصبحت حديث العالم فيما مضى ولعشرات الأعوام القادمة .
ثم تأتي المملكة العربية السعودية التي لا يرى منها المصريون سوى قناة تليفزيونية وحفلات فنية وصراعات كروية وودائع دولارية ولكن هل نظرت يوميا إلى الاقتصاد السعودي المتطور هل فكرت يوميا كيف استفادة المملكة من تجربة ترامب في استنفاذ اموالها دون وجه حق والتحول إلى دولة داعمة بشروط اقتصادية ونفوذ سياسي، وكيف تقوم بدعم الاستثمار الجرئ ،وكيف يتحول اقتصادها البترولي الي اقتصاد غير بترولي فهل تعلم أنها الدولة الاكثر استخدامها للربوتات في البناء العقاري؟
على أيه حال بدأت السعودية تجربتها بمحاربة المضاريبين في السوق المالية السعودية وانشاءت محكمة لأسواق المال وطورت قانونها و سمحت للاجانب بالاستثمار في اسواق المالية وطورت جيشها وتخوض حربا وذهبت بعيدا في البحث عن مكانة في عصر الثورة الصناعية الرابعة ببناء مدينة نيوم مغلفة بمشروع اخضر للحفاظ على المناخ مشروع يعم على كافة ربوع الشرق الاوسط وتتحول من دولة محافظة منغلقة لدولة منفتحة متحررة تشارك فيها المرأة وبقوة في قيادة مستقبل المملكة بدعم من قيادة حكيمة مزيج بين الخبرة والشباب فما أروعها من تجربة تستحق التقدير .
أما فيما يتعلق بسلطنة عمان والبحرين فلا تكاد تسمع لهما ضجيجا غير مرغوب فيه فقط تسمع أن شعوبهم سعيدة فلا تحوم حولها الأخبار ولا الأحداث فالخليج من وجود قيادة حكيمة أخذ وقته في التأسيس المالي والسياسي والعسكري والرياضي والاقتصادي إلى قيادات شابه تستمكل وتطور ما سبق تأسيسه لا تقوم بهدمه الوطن هو المصلحة العليا والتنافس في من منهم افاد الوطن أكثر والثراء يأتي وحده طواعية لا عنوة وعلى أية حال صديقي القارئ أردت بهذه المقدمة أن تعرف من الذي تتعامل معه فقد ولى زمن الخيام وحل زمن الخيال الاقتصادي فكل ما تريده أن تراه في دولة غربية متقدمة لا يلزم البحث عن دولة أوروبية بل يكفي أن تطير إلى أحدى ممالك وإمارات الخليج ………..