أكد صندوق النقد الدولي، أن تشاد دخلت مرحلة المديونية الحرجة، فاستنادًا إلى تقييم مؤشرات الدين العام الخارجي وإعادة الهيكلة الجارية للديون، تم تغيير تصنيف تشاد إلى مستوى المديونية الحرجة مقابل مخاطر بلوغ مستوى المديونية الحرجة في تحليل استمرارية القدرة على تحمل الديون السابق “أغسطس 2020”.
ونظرا لتأثير جائحة كورونا والصدمات الأخرى على النمو واتساع الاختلالات في المالية العامة والحساب الخارجي، هناك حاجة كبيرة متبقية إلى الحصول على تمويل لن يتسنى تلبيتها بتصحيح أوضاع المالية العامة والمنح وحدها. علاوة على ذلك، فإن الآفاق المستقبلية لتشاد عرضة لمخاطر جسيمة من وقوع تطورات معاكسة تتعلق بالتأثير الاقتصادي للجائحة، واستمرار تدهور الوضع الأمني، والتعرض للصدمات المناخية.
وتجري حاليًا عملية إعادة هيكلة عميقة للديون في ظل الإطار المشترك، ومن المتوقع أن تؤدي إلى استعادة استمرارية القدرة على تحمل الديون والوصول بتصنيف المخاطر إلى مستوى “معتدل” في غضون فترة البرنامج.
وبالنظر إلى طلب الحصول على موارد استثنائية فى ظل الاتفاق المقترح عقده مع الصندوق وتصنيف “حالة المديونية الحرجة” الحالي، تتطلب سياسات الصندوق ضرورة أن تؤدي عملية إعادة هيكلة الدين المتوخاة إلى الوصول بتصنيف مخاطر بلوغ المديونية الخارجية الحرجة إلى مستوى “منخفض” أو “معتدل”.
ويتعين أن يتيح إجمالي اعتمادات إعادة هيكلة الديون مستوى مناسب من الاحتياطي لامتصاص الصدمات، إذ إن الاقتصاد عرضة للصدمات المتكررة والمتزامنة في كثير من الأحيان. فعلى سبيل المثال، نتجت الصدمات الاقتصادية الأخيرة عن تقلب الأسعار العالمية للنفط، وتدهور الأوضاع الأمنية على الصعيدين الإقليمي والمحلي “حيث توجد في تشاد أعداد كبيرة من المهجرين داخليا واللاجئين”، وتزايد حدة الصدمات المناخية من الجفاف والفيضانات، بالإضافة إلى جائحة كوفيد- 19.
ونظرا لتحديات السيولة، سيتعين سد فجوة التمويل المتبقية في 2022-2024 من خلال إجمالي اعتمادات إعادة هيكلة الديون، وقد تلقت السلطات التشادية تأكيدات بالحصول على تمويل من لجنة الدائنين في الإطار المشترك لإجراء عملية إعادة هيكلة تتماشى مع هذه المعلمات، كما اتخذت خطوات مهمة نحو إعادة الهيكلة المطلوبة للديون المستحقة للدائنين من القطاع الخاص.